السبت، 7 مايو 2011

التكنولوجيا و الحياة

حين تجلس على أريكة أو تستلقي على سرير وتضغط قليلاً على أزرار جهاز التوجيه ( ريموت كونترول ) فتتحكم بما تريد أن تراه أو تسمعه أو يشيع حولك الدفء أو البرودة تعرف ما حققه العلم في السنوات الأخيرة ... مع أن هذا غيض من فيض وهذه الأمور أصبحت بسيطة بالقياس إلى ما يظهر يومياً لا بل في كل ساعة من مخترعات وفتوحات علمية .. وصل بها الأمريكيون إلى درجة مذهلة حين قصفوا سطح القمر بصاروخ للتأكد من وجودالمياه .. والبحث في هذا الخصوص يطول ويتشعب .. ولسنا الآن بصدد المقارنة بين مقتبساتنا المتواضعة ومكتسبات الآخرين التي تتقدم بإضطراد لا يقف دونها عائق .. لكن ما أريد تناوله في هذه الإضاءة هو ما وصلنا من هذه التكنولوجيا ودخل في مجالات حياتنا .. نعم أحبائي .. الكثيرون من المتقاعدين وأصحاب الأرصدة العادية والكبيرة في المصارف باتوا يستخدمون البطاقات الالكترونية لسحب رواتبهم أو سحب مبالغ مما أودعوه في هذه المصارف سواء بسواء كالدول المتقدمة .. لكن العملية لا تتم بالسهولة التي كنا نتوقعها .. فنوافذ السحب غير كافية على الإطلاق .. والشبكة تكون معطلة أحياناً فتضطر للذهاب أكثر من مرة ....

 أما إذا تفقدت نوافذ السحب الحالية وجدت أكثر من نافذة معطلة أو متوقفة عن العمل لأسباب نجهلها وشاهدي على ذلك النافذة الملتصقة بجدار الجامعة .. والنافذة داخل الجامعة والنافذة التي تتصدر المؤسسة الاستهلاكية / فرع شرين/ المشروع السابع وإذا كان المسؤولون حتى الآن لا يعلمون فإني بهذه الخاطرة أهديهم عاطر تحياتي وأضع بين أيديهم هذه الحقائق وهم متأكدون منها لا شك ..... وماذا يمنع أيضاً من وضع آ لية معينة يتم من خلالها تسديد فواتير الكهرباء والماء .. والهاتف عبر الانترنت ..

 مع التذكير أنك تستطيع الآن أن تقطع تذكرة سفر في شركات الطيران .. وتحجز مكاناً في أي فندق .. وترى محدثك وأنت وراء جهاز الانترنت .. فتصوروا - قرائي الأحباء - هذا التطور العظيم الذي أصاب الحياة في شتى الأوجه والمجالات .. وتصوروا أو اقلبوا الصورة لتروا كيف كان آباؤنا وأجدادنا يعيشون .. وما هي وسائل اتصالهم .. وما كانت تحتويه منازلهم من أدوات العيش والخدمة ..... إنها مفارقة أو مقارنة موجعة إن لم نقل مفجعة .. لكن الراحة يومئذ كانت أطرى روحاً لأن التعب كان أقسى .. وكانت الحياة العائلية والاجتماعية أوثق وأكثر حرارة لأن الجشع المادي لم يكن طاغياً فتاكاً كما هو عليه الآن .. مسلسلات الحياة كانت تجري على أرض الواقع بين الناس وليس على الشاشة الصغيرة المتوحشة ..

 نعم - أحبائي القراء - إننا في طريقنا إلى عالم تتحكم فيه التكنولوجيا من الصغيرة إلى الكبيرة .. ويتحول معها الإنسان ... الإنسان الذي اخترعها إلى عبد لها .. إلى حارس لمنشآتها حتى لا تأخذ قراراً ذاتياً بالانفجار أو الانتحار .. كان الإنسان في الماضي إذا سقط عن الحمار وحتى عن الجمل يصاب ببعض الجروح والكسور إذا كان عظمه هشاً .. أما اليوم فإن السقوط من الطائرة أو القطار أو السيارة يعني الموت الحتمي .. إلا إذا تدخل الله لإنقاذ حياته ... ولا يعتقدنّ أحد أني من كهنة الماضي أو ضحاياه لكن الحياة غالية بل مقدسة تستحق أن ندافع عنها لكي نحياها بشكل لائق ... والخوف كل الخوف أن يضرب الإنسان من أعماقه فيفقد قدرة التمييز بين الجوهري والسطحي .. بين القشرة واللب .... أن يتحول إلى آلة حاسبة ... إلى بائع كرامة جوال ... إلى وجدان معطل ... إلى رصيد مالي بلا أهل ولا وطن .. أي إلى مواطن ( عولمي) .. له كل الأرض .. وليس له شبر فيها ... يموت هنا أو هناك .. لا يهم .. فالقبر في هذه الأيام مكان مهجور ... تكتنفه الأعشاب والأشواك .. ويرقد من فيه في قاع النسيان ..

أهذه هي التكنولوجيا التي ابتكرها الإنسان .. أم الإنسان الذي أساء استخدامها ... وأسقط عليها أغراضه الأثيمة ... وجعلها حداداً يفصله عن أخيه .. على أن ما يقضُّ مضجعي في هذه الأيام أكثر من أي أمر آخر .. هو هذا الاستغناء السفاح عن آلاف الموظفين والعمال في شركات ومؤسسات دولية هامة لحلول الآلة محلهم ... نعم آلة واحدة تغنيك عن مئة عامل .... وكل هذا يتم بدعوى التخفيف من النتائج السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية .. وانهيار المؤسسات والمصارف وإعلان الإفلاس وإني في النهاية أتوجه بالنداءات الآتية : إلى الأوروبيين والأمريكيين : لا تظلموا الشعوب في استثماراتكم وسياساتكم. إلى الأفريقيين : أنتم سكان قارة غنية .. فتوقفوا عن الحروب لتنعموا بغناها . إلى بني آسيا : أعداؤكم هم : الزلازل + الأعاصير + الانفجارات النووية السكانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق